اغتنام الفرصة السانحة

في 22 يوليو 2025 الجاري ألقى الأمين العام للأمم المتحدة خطابا بعنوان “اغتنام الفرصة السانحة” دعا فيه إلى النظر بإيجابية إلى أزمة المناخ الجسيمة باعتبارها لحظة فارقة وفرصة مؤسسية: إمكانية الانتقال إلى عصر الطاقة النظيفة الذي يوفر طاقة نظيفة بأسعار معقولة ويعزز الوظائف والصحة والأمن الغذائي والطاقة والسلام الاجتماعي .

دعم اقتصادي متين للطاقة المتجددة:

يُظهر التقرير الفني بعنوان “تعزيز عصر الطاقة الجديد: الطاقة المتجددة والكفاءة والكهرباء” أن التحوّل نحو الطاقة النظيفة ليس خيارًا نفسيًا فحسب بل ضرورة اقتصادية. ويستند إلى بيانات وتحليلات أعدّها الفريق المناخي للأمم المتحدة بالتعاون مع مؤسسات دولية رائدة .

• الفوائد الاقتصادية:

تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.

خفض التلوث وتحسين الصحة العامة.

تعزيز الأمن الغذائي والطاقة في الدول النامية.

• الحواجز القائمة:

عدم كفاية التمويل للتحول الطاقي.

التأخّر في تبنّي البنية التحتية الذكية.

نقص التوعية والكفاءات التقنية في عدة مناطق.

محاور العمل الرئيسية:

وقد حدد الأمين العام عدة محاور استراتيجية لتحقيق هذا الانتقال:

1. تسريع نشر الطاقة المتجددة
الاستثمار في مشاريع شمسية وريحية ودعم الباحثين والمبتكرين.

2. رفع كفاءة الطاقة
من خلال تحسين أداء المباني وتطوير الشبكات الكهربائية (grid).

3. توسيع نطاق الكهرباء
مهما كانت الإمكانات: تعميم الشبكات، تعزيز الربط الإقليمي واعتماد حلول ذكية توصل الكهرباء إلى الجميع.

4. تمويل ذكي ومستدام
زيادة تدفقات التمويل، وتحفيز البنوك والمؤسسات الاستثمارية للدخول في مشاريع الطاقة النظيفة.

5. تحوّل عادل وشامل
ضمان استهداف المجتمعات الفقيرة والتحرّك نحو العدالة الاجتماعية بالشراكة مع القطاع العام والخاص والمجتمع المدني.

دعوة للعمل الجماعي:

الخطاب كان فعلا تحفيزيّا يدعو كل المعنيين:

الحكومات لتكثيف التزاماتها البيئية والمالية.

القطاع الخاص لتحويل استثماراتهم نحو الطاقة المتجددة.

المجتمع المدني والشباب للمشاركة بالحوار والمبادرات.

المؤسسات الدولية لتعزيز التنسيق على مستوى السياسات وتقاسم المعرفة.

وفي الختام السبيل إلى المستقبل حيث ينتهي التقرير بخلاصة مفادها أن فرصة الانتقال إلى الطاقة النظيفة قائمة الآن. إن اغتنامها يتطلب:

توفر إرادة سياسية قوية.

تمويل مستدام مع آليات شفافة.

شراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.

تعليم وتدريب لتوسيع قاعدة الكفاءات المؤهلة.
بهذا النهج يصبح التحول نحو الطاقة المتجددة ليس حلمًا مستقبليًا بعيدًا، بل واقعًا ممكنا قريبا.

بقلم:

الدكتور/ فوزي العيسوي يونس
استاذ ورئيس وحدة فسيولوجيا الأقلمة- مركز بحوث الصحراء
واستشاري البصمة الكربونية والإستدامة البيئية.

مشاركة المقالة

مقالات ذات صلة

ارسل لنا تعليق