تناول هذا الموضوع سيكون من زوايه الفكر الحر و ليس المسار الأكاديمى حيث الإطار العام له هو كيفيه الاستفاده من الإنتاج العلمى أو بالأصح لماذا هناك اشكاليه فى تطبيق منجزات العلم ليتم الاستفاده منها بأقصى معدل للوصول إلى ما يحقق الرفاهيه و السعاده للانسانيه. المسار الأكاديمى يدور حول كيفيه التعامل من الناتج العلمى و لكى تنتقل به إلى التنفيذ فإنها تصطدم بهدم وجود بيئه صالحه لذلك، فيبدأ القائمون على التنفيذ فى التعامل بأسلوب القطعه اى عن طريق المعرفه الشخصيه لأحد مديرى المصانع أو تستحدث جهات مانحه تحت مظلة ما يسمى بالمشاريع و البرامج البحثيه التى ايضا جدواها يكون محدود التأثير و يتم ظهور مشكلات فرعيه يبذل فيها مجهود لحلها و الممثله النهائية ضآلة الاستفاده مقابل بذل جهد كبير و ضياع وقت ثمين و مجهود ليس له مردود حقيقى. هذا المردود الذى نتمنى الوصول إليه هو الإسهامات فى منجزات العصر و صناعة حضاره تراعى حقوق جميع المخلوقات و تنظم العلاقات بينهم بعضهم البعض وفق منهج الله عز وجل الذى يوافق الفطره و يتماشى مع سنن الكون.
من زوايه اعمال الفكر لذلك الموضوع فهذا له مسار مختلف عن المسار الأكاديمى و هذا من خلال وجهة نظرى، بمعنى أن هذا الفكر هو حاله وسط بين الشعور و السلوك التنفيذى، في المسار التنفيذى الأكاديمى فانه يهتم فقط بالسلوك و لهذا لا يكتب له النجاح الأمثل إلى جانب الاستمرارية، و لتوضيح تلك النقطة أكثر لانها مفهوم لو تم معرفته يمكن أن يساهم و بشكل كبير فى اشكاليه التطبيق عموما لما ما هو نظرى مثل المواعظ و النصائح و الدراسات النظريه التى تحتاج إلى تحويل إلى واقع حقيقى و منا ايضا الموضوع الذى نتكلم فيه، فالاهتمام بالسلوك فقط من حيث التوجيه و الارشاد أو التصحيح و التصويب كلها أمور ليست كافيه لتحقيق النجاح الأمثل و الاستمرارية و السبب عدم وجود زاد للاستمرايه فالأمر وقتى و ايضا عدم وجود روح لإعطائه صفة الحياه أو الوجود، و للتغلب على ذلك الأمر لابد من الاهتمام لكل ما هو دوافع هذا السلوك و التى هى مثيرات الفكر و الشعور . فتلك الأمور و خاصة الفكر تعمل فى جانب الاستراتيجية و الاهداف و التخطيط و هذه الأمور مما تحقق الاستمرارية و النجاح حيث تحقيق الاهداف، و موصوع تحديد الأهداف تم تناولها فى سطور سابقه و لكن سريعا الهدف الأسمى هو ما يكون فيه مردود الأعمال على الفرد ذاته و على من هم داخل حدود مسؤليه الرعايه و على المجتمع و على الامه كلها و كل ذلك فى إطار ما يرضى الله عز وجل، أما ما يعطى صفة الحياه و التأكيد على الوجود هو عدم إغفال القيم و المبادىء فى الأعمال و خاصة المنبثقة من عقيده تقوم على التوحيد لله عز وجل و ارضائه.
هذا الكلام يجعلنا فى البدايه نحدد الهدف على أسس ما ذكر تم المهم فى ذلك الموضوع هو كيفية تفعيل المنتج العلمى على أرض الواقع و يكون ذلك بتهيئة البيئه اللازمه لذلك باعتبار أن الناتج العلمى بذره فلمى تنبت فإنها تحتاج زمن معين و ارض بمواصفات محدده و توفير احتياجاتها من السماد و وسائل الحمايه، فكذلك المنتج العلمى يحتاج إلى وقت ملائم و بيئه صالحه و وسائل تعهد و رعايه و حمايه، فالكلام على جوده المنتج ذاته يجب مراعاه ما ذكر و أن تكون كل الامور المذكور فى خلفيه الوعى بها أثناء التنفيذ. و الدوافع فى المنتج العلمى هى الاحتياجات و الفضول اى تلبيه احتياجات ناقصه و الفضول للتعرف على المجاهيل لتحديد أمر التسخير فيها للاستفاده و الاستغلال. البيئه هى الظروف اللازمه لتفعيل المتج العلمى و هذا يتطلب جسرا لكى يتحول النظرى إلى عملى هذا الجسر هو خلق روابط لسد الاحتياجات أو إنشاء قنوات تواصل مع المجهول لتلبية رغبات الفضول. و نفهم من ذلك أن جسر التطبيق هو عباره عن روابط. كل تلك الروابط فى مجملها عباره عن بيئه أو يمكن إطلاق كلمة نظام أو حوكمه تتطلب اداره مخصوصه التعهد و الرعايه.

لتقريب تلك المعانى أكثر سيكون بطرح مثال و ليكون دوافع أثارت دوافع احتياج ناشئ عن نقص فى محاصيل غذائيه. هنا تحدد الأهداف فى وضع نقاط تشمل خطة للتنفيذ مع اعتبار الخلفيات الفكريه و الشعوريه المركزه على قيم و مبادىء ناشئه عن اعتقاد مفاده رضا الله. نقاط تلك الأهداف تتمثل فى التعرف على أسباب النقص و ما احتمالية العمل فى ظل الفروض المقترحه و ما هى البدائل و التعرف على مجاهيل فى حالة عدم الوصول إلى الاكتفاء أو سد العجز. عند الانتهاء يتم العمل على إنشاء الجسر عن طريق إنشاء شبكة من الروابط و القنوات التى تعبر عليها النتيجه النظريه للفرس فى البيئه الملائمه مع الأخذ فى الاعتبار الوقت و الوسائل اللازمه لذلك و هذا على نطاق تجريبى اولى و عند تلقى مؤشرات نجاح مرضيه يتم التعميم.
هناك مرحله قبل كل ذلك الكلام و هى وضع الخطط الاستراتيجيه الكبرى التى يمكن أن تسع كل دوافع الاحتياجات و الفضول و هذا ما يعكس الاستقلالية و تملك القرار الذاتى لأنه فى خلاف ذلك نكون فى خطه آخرين يستاثرون بالناتح العلمى و كذلك الثمره الناشئة فى وقت الحصاد حتى و إن كان هناك مردود فإنه عباره عن فتات تلقى لسد الرمق. تلك المرحله تبدأ ايضا بقطع الجسور مع النظام الناشئ من قبل غيرنا و العمل على إنشاء جسر خاص بنا. أو العمل على التحوصل و عدم القطع المباشر و إنما التدريجى و خلق بدائل هذا اذا أردنا الاستقلال و الحريه الفكريه و الاستئثار بمواردنا لصالحنا أو على الأقل القدره على اقامه تحالفات و معاهدات و اتفاقيات من قبيل النديه و ليس التبعيه و الدوران فى فلك الغير و الاكتفاء بما يلقى الينا من فتات. العلم و المعرفه من الأمور التى تؤدى إلى النور و الخروج من الظلمات و لعل هذا هو مغزى اول ايه فى القرآن و هى اقرا، فالنور يزيد فى الشفافيه و يؤدى إلى وضوح الصوره و معرفة الحقيقه و بالتالى تتحقق الحريه فى اتخاذ قرار لانك فى النهايه مسؤل و ستحاسب.