عند الحديث عن التغير المناخي قد يظن البعض أن الحلول تحتاج إلى قرارات سياسية كبرى أو تقنيات معقدة. لكن الحقيقة أن التغيير يبدأ من البيت وبالتحديد من المرأة التي تديره.يمكننا أن نقول ان المرأة قائدة الاستدامة بداية من البيت وصولا إلى المجتمع.
فالمرأة في بيتها تتحكم في قرارات استهلاك الطاقة، اختيار المنتجات، إدارة النفايات، وحتى أسلوب التنقل للأسرة. هذه القرارات مهما بدت بسيطة تشكل بصمة كربونية لها أثر مباشر على البيئة.
فالبصمة الكربونية هي كمية الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، التي تنبعث بسبب أنشطتنا اليومية. كل كيلوجرام يتم توفيره من هذه الانبعاثات يعني خطوة نحو بيئة أكثر توازن واستدامة .
اذن الاستدامة تبدأ من المطبخ وغرفة المعيشة والبيت في العموم.
فترشيد الطاقةواختيار أجهزة موفرة للكهرباء، وإطفاء الإضاءة غير الضرورية، واستخدام ضوء الشمس قدر الإمكان.
أيضا نرى ان المرأه بصفة عامة والمرأه المصرية على وجه الخصوص لديها ملكة اعادة التدوير فهي بهذا تدبر الشئون الاقتصادية لبيتها و تساهم في الاقتصاد الدائري من جانب اخر.
نذكر ايضا السلوكيات التى تقوم بها المرأه بمنزلها كترشيد المياه وتوعية أبنائها بالاستخدام المعتدل وهي بذالك تربي الوعي البيئي المستدام في اذهان ابنائها .
نرى ايضا من سلوكيات المرأه المصرية التسوق الأخضر و شراء منتجات محلية .
من كل هذه السلوكيات نستطيع ان نجزم ان قيادة الاستدامة ليست وظيفة إضافية للمرأه بل هي امتداد طبيعي لدورها في رعاية بيتها وأسرتها. وبالتالي هي شرارة التغيير إلى مجتمع كامل أكثر وعيًا ومسؤولية تجاه البيئة.
فعندما تتبنى المرأة هذه السلوكيات، فإنها تنقلها إلى أسرتها أولًا، ثم إلى محيطها فيكتسب المجتمع ثقافة جديدة تحترم البيئة.
اما من الناحية المجتمعيه والبيئية فان أثر القيادة النسائية في الاستدامة تزداد نجاحاتها واستمراريتها يوم بعد يوم فالمرأة تجمع بين الحس العملي والبعد الإنساني، مما يجعلها قادرة على ربط القضايا البيئية بالاحتياجات الحقيقية للأسرة والمجتمع.
فالمرأه نصف المجتمع ولكن العبارة الأدق هي أن المرأة هي كل المجتمع فهي تؤثر وتربي وتشارك في كل مجالات الحياة وفي أمور الاستدامة تحديدًا تعتبر المرأة عنصر محوري:
– في منزلها تدير استهلاك الموارد، وتؤثر في عادات الأسرة البيئية.
– في عملها تشارك في التخطيط والتنفيذ للمشروعات المستدامة.
– في مجتمعها تنشر الوعي البيئي وتبني سلوكيات مستدامة للأجيال القادمة فهي من تزرع بذور الوعي وتحصد ثمار التغيير.
بقلم:
د الهام فاروق عبدالعزيزمحمد
دكتوراه بالهندسه البيئيه
– سفير الاستدامه بسفراء الاستدامة العالميين (GAOS)