الموارد الطبيعية

كان على الخائفين من الغرب لعدم كفاية الموارد الطبيعية زيادة السكان بأن يفهموا بأن الزياده هى تعنى الانتشار و التوسع فى مساحات و ما كان يأكله ديناصور يكفى خمسين حيوان اخر مثلا. بمعنى أن طبيعة الخلق و الايجاد تسير وفق نواميس كونيه قدرها الله عز وجل فهناك توازن بين اعداد الذكور و الاناث و هناك توازن بين اعداد الوفيات و المواليد كذلك هناك توازن بين الموارد الطبيعيه و بين عدد المخلوقات. اعجب من القلق على مهام الله عز وجل و لا يقلق على المهام الموكوله له فى تحقيق الخلافه على الارض، الخلل فى هذا التوازن بسبب الإنسان لهذا أقول أن الإنسان هو الذى سيحدد ميعاد يوم القيامه بفساده لكل شئ.

على الإنسان أن يقلق على اداء مهامه من حيث السير فى المسارات الخاصه به فهو يحرث الأرض و يبذر البذر أما الله عز وجل هو الذى ينبت الذرع.، الرجل يضع مائه فى رحم المراه لكن الله عز وجل هو الذى يهب الأبناء، هذه من النعم التى يفيض الله عز وجل بها على الخلق لكن هناك نعم أخرى ينعم لها على الخلق و المخلوقات ليس لها دور مثل سقوط المطر و مثل تعاقب الليل و النهار و مثل شروق الشمس و مثل الغلاف الجوى و غيرها من النعم التى لا تعد و لا تحصى. فلماذا يقلق الإنسان و هذا من ناحية المنطق و التفكير العقلى لمن يحب ذلك الاتجاه فى النقاش و الحوار أما النقاش من ناحية الايمان فاليقبن بالله عز وجل يجعل المؤمن ليس لديه قلق نفسى لأنه يعلم يقينا أن الله لن يات الا بالخير و أنه رحمن و رحيم لن يأخذ الكل بفعل السفهاء.

الذين يقولون إن طبقة تربة الأرض لن تكفى عدد زراعات لكل تلك السكان لتأكلها لذلك يفكرون فى إبادة البعض كأنهم هم المالكون لارزاق الله عز وجل و لا يعلمون أن خزائن الله لا تنضب و لكن ينزل بقدر. بالعقل و منطقيا أحاورهم حسب ما أرى و افكر . الموارد الارضيه لها دوره تتكرر بمعنى هناك مواسم للأمطار و ايضا للزراعه و كل ذلك مرتبط بالفلك اى أن الكون كله مرتبط بعضه ببعض و يؤثر و يتأثر بعضه البعض، كذلك المخلوقات جميعا بما فيها الإنسان لها و له دوره لكن الملاحظ فى تلك الدوره أنه إذا زادت مساحة الانتشار قل الحجم و قصر العمر و ضمنيا فيه تقارب الزمن .

بدايه الخلق البشرى لسيدنا ادم كان العدد اثنان و الحجم لهم كبير كما يقال ستون زراعا و طبعا هذا الحجم يحتاج غذاء كثير و ايضا زمن عمره كبير فالاشجار تنتج ثمار كثيره تتناسب مع الحجم و الزمن بطول البقاء. مع الوقت زاد العدد من البشر لكن فى المقابل قصر العمر و قل الحجم و بالتالى كميه الاكل التى كان يحتاجها الواحد أصبحت تكفى عشره سواء من حيث الزمن أو الحجم لذلك لابد اخذ ذلك فى الاعتبار. ايضا علمنا احجام الديناصورات من الحيوانات كان الواحد منهم ياكل بمثابه مائه من الأحجام الحديثه. ملاحظه أخرى فى ذلك الإطار المجهود المبذول يقل مع تقدم الفكر الانسانى و فهم دقائق التفاصيل فى أمر التسخير لمخلوقات الكون و بالتالى أصبح لا يحتاج ذلك الحجم ليقوم بذلك المجهود و ايضا اعتماده فى الدفاع عن نفسه ضد الأخطار أصبحت تتغير بحيث الاعتماد على الجسد بمفرده ليس أساسيا و أصبح هناك ادوات اخرى تستخدم. تطور الإنسان من حيث الاعتماد على ما يجعله باق فى الحياه تغير من الاعتماد على الجسد إلى الاعتماد على العقل. و مما سبق استطيع القول بأن الله عز وجل فى إدارته الكون يخلق ما يشاء و يجعل لكل دابه فى الارض رزق لها الخلل يأت من فساد الإنسان و محاولته لتغيير مهام المخلوقات فى الكون بعد فهمه لتفاصيل أمر التسخير فيها و هذا من فعال الشيطان و أعوانه.

التقدير الآلهى فى ظهور موارد رزق جديده نراها فى مراحل نمو الجنين ففى بطن أمه رزقه ياخده من أمه عن طريق الحبل السرى طريق واحد و ما أن خرج و كبر فى الحجم سخر الله له طريقان للطعام من ثدييى أمه و يكبر فى الحجم و ينفطم عن لبن أمه فيجعل الله له طعامان و شرابان اى اربع طرق الاكل الصلب و السائل و الحار و البارد .يبذل مجهود و يكبر جسده فيحتاج إلى اكل كثير يقل هذا الحجم و يقل المجهود فيفقد الشهيه و لعلنا علمنا عند قبض ملك الموت للروح فإنه يقول لصاحبها جبت الأرض شرقا و غربا لم اجد لك طعاما تأكله و بنز ع روحه جزءا فى سكرات الموت ثم يقول جبت الأرض شرقا و غربا لم اجد لك شربة ماء و ينزع الروح جزءا اخر ثم يقول كذلك مع النفس و ينهى اخذ الروح و يموت الإنسان و نلاحظ التركيز على تلك النعم اى ان النفس لن تموت قبل أن تستوفى أجلها و ايضا رزقها اى أن الاحل و الرزق متلازمان و أمرهما فى يد الله عز وجل و لذلك كل ما يقال عن عدم كفاية الأرض من مواردها الإنسان فهذا كلام عار تماما من الصحه.

بقلم:

ا.د. مصطفى سعيد برسيم
رئيس قسم الاستكشاف الجيوفيزيائىمركز بحوث الصحراء

مشاركة المقالة

مقالات ذات صلة

نحو مستقبل غذائي ذكي ومستدام

نحو مستقبل غذائي ذكي ومستدام

يعَد التحوّل نحو نظم غذائية ذكية ومستدامة أحد أبرز التحديات والفرص التي تواجه الإنسانية في ظل أزمة المناخ والتضخم السكاني. تعتمد هذه النظم على دمج تقنيات متقدمة—كالزراعة الدقيقة والبيئة المضبوطة

إقرأ المزيد »

ارسل لنا تعليق