مع ازدياد وتيره التغيرات المناخيه واثارها التى أصبحت ملموسه لنا وتأثير نعيشه يوم بعد يوم في العالم بأسره لم تعد الانبعاثات الكربونية مجرد أرقام في تقارير بيئية، ولكن أصبحت ضروره حتمية و مؤشرًا حاسمًا لمستقبل كوكبنا واقتصادنا معًا.
وهنا يبرز مفهوم البصمة الكربونية وهي بشكل مبسط مجموع الانبعاثات من الغازات الدفيئة التي تنتج عن نشاطاتنا اليومية، سواء في الصناعة، أو النقل، أو استهلاك الطاقة. كل نشاط وكل منتج نستخدمه وكل خدمة نحصل عليها تترك أثرًا في ميزان الكربون العالمي.
لا تكمن اهميه البصمه الكربونيه فقط في قياس حجم الضرر البيئي، بل في كونها أداة استراتيجية لإدارة الانبعاثات وتقليلها ولكن “كيف ندير مالا نعرف قياسه”
من هذا المنطلق فان الحكومات والشركات وحتى الأفراد أصبحوا يدركون أن تقدير البصمة الكربونية وخفضها يعني تقليل المخاطر البيئية، وتعزيز السمعة والثقه كما انها الطريق لفتح أبواب فرص اقتصادية جديدة.
فيمكننا القول ان البصمة الكربونية ضرورة بيئية وفرصة اقتصادية.
وهنا ظهرت على الساحة البيئيه مايعرف بشهادات الكربون والتي أثارت جدل الكثير.
ولتوضيح الصوره يمكن القول ان شهادات الكربون هي وثائق معتمدة تثبت أن جهة ما قامت بخفض أو إزالة كمية محددة من الانبعاثات، ويمكن بيعها أو تداولها في الأسواق.
ولكن كيف تباع وتتدوال هذه الشهادات؟
تباع في سوق الكربون وهو المنصة أو النظام الذي يتم فيه بيع وشراء أرصدة أو شهادات الكربون،يتم فيها تداول شهادات الكربون مثل أي سلعة أخرى، لكن بفارق جوهري وهو ان هذه التجارة لا تعزز الأرباح المادية فقط ولكن تنتج ارباح بيئية لا تقل اهمية عن الارباح المادية وبالتوازى تنقذ كوكبنا. وعن طريق هذه الشهادات يمكن للشركات التي تتجاوز حدود الانبعاثات المسموح بها شراء هذه الشهادات من مشاريع حققت تخفيضًا فعليًا في الانبعاثات، مثل مشاريع الطاقة المتجددة أو إعادة التشجير وهذا بهدف تشجيع خفض الانبعاثات وتحقيق الأهداف المناخيه.
في النهاية، يمكن القول إن البصمة الكربونية هي مقياس التحدي وشهادات الكربون هي أداة الحل.
ومن يدرك المعادلة ويستثمر فيها هو الكاسب لا بحجز مكانه في السوق فقط بل يضمن لنفسه جواز سفر نحو اقتصاد أخضر ومستقبل مستدام.
بقلم:
د الهام فاروق عبدالعزيزمحمد
دكتوراه بالهندسه البيئيه
– سفير الاستدامه بسفراء الاستدامة العالميين (GAOS)
